النقاط الرئيسية
- الذهب يرتفع بنسبة 0.3% مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي.
- الإغلاق الحكومي الأمريكي يدخل شهره الثاني مع غياب حلول سياسية.
- الاحتياطي الفيدرالي يقلل من احتمالات خفض جديد للفائدة في ديسمبر.
تواصل أسعار الذهب العالمية انتعاشها خلال تداولات الاثنين، بعد أسبوع شهد خسارة ملحوظة للمعدن الأصفر. ويأتي هذا الصعود مدعومًا بتراجع محدود في الدولار الأمريكي، إلى جانب تصاعد المخاوف من استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، والذي يهدد بأن يصبح الأطول في تاريخ البلاد.
🇺🇸 الإغلاق الحكومي الأمريكي يربك الأسواق
تتزايد المخاوف في واشنطن من تفاقم الأزمة السياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين، بعد أن تجاوز الإغلاق الحكومي الشهر الأول دون اتفاق.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرّح في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة CBS أنه “لن يخضع للابتزاز”، مؤكدًا أن المفاوضات لن تبدأ قبل إعادة فتح الحكومة، وهو ما يشير إلى أن الأزمة مرشحة للاستمرار لأسابيع أخرى.
ويهدد هذا الجمود السياسي بحرمان نحو 42 مليون أمريكي من المساعدات الغذائية، وتأخير رواتب آلاف الموظفين الفيدراليين، بينهم مراقبو حركة الطيران.
هذا المشهد الضبابي يدفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن وسط انعدام اليقين الاقتصادي.
ضغوط الدولار وتراجع رهانات الفائدة
قال كبير محللي الأسواق في OANDA، كيلفن وونغ، إن استقرار الدولار الأمريكي خلال جلسة آسيا منح الذهب “دفعة محدودة للأعلى”.
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفّض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 29 أكتوبر، لكن تصريحات رئيسه جيروم باول قللت من احتمالات خفض إضافي قبل نهاية 2025.
بيانات “أداة متابعة الفائدة الأمريكية” على موقع Investing تُظهر أن الأسواق تمنح احتمالًا بنسبة 71% لخفض الفائدة في ديسمبر، مقابل أكثر من 90% قبل تصريحات باول.
ومعروف أن الذهب، كونه أصلًا لا يدرّ عائدًا، يزدهر في فترات انخفاض الفائدة وعدم اليقين النقدي.
التهدئة التجارية تقلص الطلب على الملاذ الآمن
من جانب آخر، تراجعت شهية المستثمرين نحو الذهب بعد إشارات تهدئة في التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
فقد وافق الرئيس ترامب على خفض بعض الرسوم الجمركية مقابل تنازلات صينية تشمل مكافحة تجارة الفنتانيل وزيادة مشتريات فول الصويا وتخفيف قيود تصدير المعادن النادرة.
هذه الخطوات قللت من الإقبال على الملاذات الآمنة، لكنها لم تنجح في سحب الزخم تمامًا من سوق الذهب، الذي ما زال يجد دعمًا من الإغلاق الحكومي والتقلبات النقدية.
أداء الذهب والمعادن النفيسة
أنهت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر تعاملات الجمعة بخسارة أسبوعية قدرها 3.4%، رغم تسجيلها مكاسب شهرية ثالثة على التوالي.
ومع بداية الأسبوع الجديد، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.3% إلى 4014.59 دولارًا للأوقية، فيما زادت العقود الآجلة بنسبة 0.7% إلى 4025.10 دولارًا.
أما مؤشر الدولار الأمريكي، فقد تراجع بنسبة 0.1% أمام سلة من العملات الرئيسية، مما جعل الذهب المقوّم بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين.
وفي أسواق المعادن الأخرى:
- ارتفعت الفضة بنسبة 0.6% إلى 48.92 دولارًا للأوقية.
- صعد البلاتين بنسبة 2.3% مسجلًا 1604.21 دولارًا.
- وحقق البلاديوم مكاسب تقارب 1% ليصل إلى 1447.08 دولارًا للأوقية.
الذهب بين ضغط الفائدة ودعم الإغلاق
يرى محللو Metalsy أن الاتجاه الصاعد للذهب ما زال هشًا، إذ يتوازن بين عاملين متناقضين:
من جهة، يشكل الإغلاق الحكومي الأمريكي عامل دعم قوي للمعدن الأصفر بصفته ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطراب السياسي.
ومن جهة أخرى، تقلص التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية يقلل من بريق الذهب في المدى القصير.
فنيًا، يتحرك الذهب في نطاق ضيق بين 3980 و4050 دولارًا للأوقية، وهو ما قد يشير إلى مرحلة تماسك قبل أي اختراق صعودي أو تصحيحي جديد. ويرجّح أن تظل أسعار الذهب متذبذبة حتى صدور بيانات سوق العمل الأمريكية المقبلة.
قسم الأسئلة الشائعة
ما أسباب ارتفاع أسعار الذهب اليوم؟
تعود الارتفاعات إلى تراجع الدولار الأمريكي واستمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ما دفع المستثمرين إلى شراء الذهب كملاذ آمن.
هل سيواصل الذهب الصعود خلال الأسابيع المقبلة؟
يعتمد ذلك على قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة. استمرار الإغلاق قد يدعم الصعود، لكن تشدد الفيدرالي قد يحد من المكاسب.
ما العلاقة بين سعر الدولار وسعر الذهب؟
عادةً ما تتحرك أسعار الذهب عكسيًا مع الدولار؛ فعندما يضعف الدولار، يصبح الذهب أرخص للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى.
