تمكن فريق دولي من العلماء من التقاط أول دليل مباشر على وجود “كوكب رضيع” ينحت مساره وسط قرص نجمي حديث الولادة. هذا الكوكب، الذي أطلق عليه اسم WISPIT-2b، يمثل علامة فارقة في علم الفلك، إذ يؤكد بشكل حاسم ما ظل لعقود طويلة مجرد افتراضات.
ما الذي يجعل WISPIT-2b مختلفًا؟
يقع هذا الكوكب على بُعد نحو 434 سنة ضوئية من الأرض، ويدور حول نجم شاب يشبه شمسنا يُعرف بـ WISPIT-2. المثير أن الكوكب لم يُكتشف عبر الصور التقليدية، بل عبر بصمة مميزة تعرف باسم إشعاع H-ألفا، وهي الضوء المنبعث عندما يسقط غاز الهيدروجين على سطح الكوكب النامي.
Astronomers have unveiled a spectacular cosmic scene: WISPIT 2b, a newborn gas giant 5 times the size of Jupiter, actively forming within a multi-ringed protoplanetary disk. pic.twitter.com/ci2NEvRsi9
— Black Hole (@konstructivizm) September 8, 2025
وفقًا للفريق البحثي، فإن الكوكب أكبر من المشتري بخمس مرات، ويجلس على بُعد 54 وحدة فلكية عن نجمه – أي ضعف بُعد كوكب بلوتو تقريبًا عن الشمس. هذه المسافة الشاسعة تفسر حجم الفجوة الضخم المرصود في القرص النجمي المحيط.
لماذا هذا الاكتشاف مهم؟
لطالما حيّرت الفجوات المرصودة في الأقراص الكوكبية العلماء. كانت هناك فرضيات بأن هذه الفجوات ناتجة عن وجود كواكب أولية تعمل كـ”مكانس كونية”، تمسح الغاز والغبار في مداراتها. لكن حتى وقت قريب، لم يكن هناك دليل مباشر على أن كوكبًا واحدًا يمكنه فعل ذلك.
🚨 Astronomers have, for the first time, obtained a direct image of a planet forming within the disk of a distant star.
This unprecedented discovery was made with the help of the Very Large Telescope (VLT) of the European Southern Observatory in Chile.
The planet has been named… pic.twitter.com/lu8vSdP1zM
— InsightSphere (@InsightSphere1) September 6, 2025
اليوم، جاء WISPIT-2b ليؤكد أن هذه النظريات صحيحة: الكواكب الوليدة قادرة فعلًا على نحت مسارات واضحة وسط المادة الكونية.
دور التكنولوجيا في الاختراق
الاكتشاف لم يكن ممكنًا لولا تقنيات متطورة مثل أداة MagAO-X المثبتة على تلسكوب ماجلان في تشيلي. هذه الأداة تعتمد على البصريات التكيفية التي تقلل من تشويش الغلاف الجوي للأرض، مما يسمح بالتقاط صور أكثر وضوحًا ودقة. إلى جانب ذلك، ساعدت ملاحظات التلسكوب الكبير جدًا (VLT) في المرصد الأوروبي الجنوبي على تأكيد التفاصيل.
آراء العلماء
- ليرد كلوز، عالم الفلك في جامعة أريزونا، وصف هذا الاكتشاف بأنه “إغلاق لجدل علمي استمر عقودًا”.
- باحثون من المرصد الأوروبي أشاروا إلى أن هذه النتيجة ستعيد تشكيل النماذج النظرية لتكوين الكواكب.
- علماء آخرون شبّهوا هذا الاكتشاف بـ “لقطة نادرة لماضينا”، إذ قد يعكس ما حدث يومًا عند تشكّل كواكب المجموعة الشمسية حول شمسنا.
ماذا يعني ذلك للمستقبل؟
هذا الاكتشاف يُمهّد الطريق لمستقبل علم الفلك. فمع تطور التلسكوبات الفضائية مثل جيمس ويب والتلسكوب الأوروبي العملاق (ELT) الذي يُتوقع أن يبدأ العمل قريبًا، يمكن أن نشهد خلال العقد المقبل اكتشاف المزيد من “الكواكب الرضيعة”.
ذلك سيمكننا من:
- رسم خريطة زمنية لعملية ولادة الكواكب.
- مقارنة أنظمة مختلفة لمعرفة لماذا تظهر بعض الكواكب عملاقة غازية، وأخرى صخرية مثل الأرض.
- تعزيز فهمنا لفرص وجود حياة في أنظمة شمسية أخرى.
المصدر
The Astrophysical Journal Letters + ScienceAlert
الأسئلة الشائعة
1. ما هو الكوكب الرضيع WISPIT-2b؟
هو عملاق غازي يبعد 434 سنة ضوئية عن الأرض، تم رصده وهو ينحت فجوة في قرص نجمي شاب.
2. لماذا يُعتبر اكتشاف WISPIT-2b مهمًا؟
لأنه أول دليل مباشر على قدرة الكواكب الوليدة على تشكيل فجوات في الأقراص النجمية.
3. كيف تم رصده؟
باستخدام نظام MagAO-X الذي يلتقط بصمة ضوء H-ألفا الناتج عن سقوط غاز الهيدروجين على الكوكب.
4. كم تبلغ كتلة هذا الكوكب؟
حوالي خمسة أضعاف كتلة كوكب المشتري.
5. ماذا نتوقع بعد هذا الاكتشاف؟
يتوقع العلماء أن تُكتشف كواكب رضيع أخرى قريبًا، مما يعمّق فهمنا لنشأة الأنظمة الكوكبية.