استغلال فائض الطاقة المتجددة لم يعد مجرّد فكرة طموحة؛ بل تحوّل إلى فرصة استثمارية تزدهر بسرعة. ففي الولايات المتحدة وحدها تُهدَر ملايين الميغاواط-ساعة سنوياً بسبب عدم قدرة الشبكات على استيعاب الإنتاج الفائض من الشمس والرياح. هنا برزت شركات مثل «سولونا» التي تنشئ مراكز بيانات مرنة بجوار مزارع الطاقة، فتشتري الكهرباء الزائدة بأسعار زهيدة وتحوّلها فوراً إلى قيمة رقمية.
لماذا يُهدَر هذا الكمّ من الطاقة النظيفة؟
- انفجار الإنتاج المتجدد مقابل شبكات قديمة: في 2024 فقط، اضطر مشغّل شبكة كاليفورنيا (CAISO) إلى خفض 3.4 ملايين ميغاواط-ساعة من طاقة الرياح والشمس، بزيادة %29 عن 2023، لأن خطوط النقل لم تستطع نقلها إلى المستهلكين.
- تقلبات العرض والطلب: تهب الرياح وتشرق الشمس في أوقات قد لا يتوافق فيها الطلب، مما يترك «طاقة عالقة» بلا مشترٍ.
«سولونا»: الحوسبة كبطارية ذكية
«سولونا» تنشر حواسيبها داخل محطات الرياح أو الطاقة الكهرومائية مباشرةً. هذه المراكز:
- تأخذ الكهرباء الرخيصة فور تولّدها.
- تعدِّل استهلاكها لحظياً؛ فعندما ترتفع أسعار الشبكة تتوقف، وعندما تنخفض تعمل بكامل طاقتها.
- تستمد %75 من طاقتها من مصادر خضراء وفق بيانات الشركة الصادرة في يونيو 2025.
يقول الرئيس التنفيذي جون بيليزير: «أصبحنا أشبه ببطارية، بل إن الحوسبة أحياناً أفضل من البطاريات التقليدية».
أمثلة واقعية توسّع النموذج
- غرب تكساس: شركة IREN تشغّل منشآت بقدرة تصل إلى 7.5 غيغاواط، وتخطط لمركز جديد بسعة 1.4 غيغاواط في سويتووتر، معتمدة كلياً على طاقة الرياح الرخيصة.
- مشروع «كاتي 1»: «سولونا» جمعت 20 مليون دولار لبناء موقع جديد في تكساس سيستضيف 12 ألف جهاز تعدين بيتكوين، ويُتوقَّع تشغيله مطلع 2026.
مكاسب تتخطى التشفير
رغم أن تعدين البيتكوين هو أول المستفيدين، فإن الطلب على طاقة الحوسبة يتضاعف مع طفرة الذكاء الاصطناعي. لذلك تُسوِّق «سولونا» مراكزها لمزوّدي النماذج اللغوية الضخمة الذين يحتاجون كهرباء خضراء بكثافة.
المؤشر | القيمة التقديرية (2025) | المصدر |
---|---|---|
طاقة متجددة مهدرة في CA | 3.4 مليون م.و.س | EIA |
منازل كان يمكن تشغيلها | 1.3 مليون منزل/سنة | تقديرات سولونا |
قدرة IREN في تشايلدريس | 7.5 غيغاواط | Inside Climate News |
باختصار، استغلال فائض الطاقة المتجددة يمنح قطاع الطاقة حلاً سريعاً للتقلبات ويمنح قطاع الحوسبة كهرباء خضراء منخفضة التكلفة. ومع توسّع الذكاء الاصطناعي، قد نشهد خلال السنوات القادمة انتشاراً أوسع لمراكز بيانات «بطارية» تشبه نموذج «سولونا»، فتدعم الاقتصاد الرقمي وتحدّ من هدر الطاقة في آنٍ واحد.
المصدر
arstechnica + Utility Dive + Inside Climate News
ما المقصود بمفهوم استغلال فائض الطاقة المتجددة؟
هو توجيه الكهرباء التي كان سيتم التخلص منها (لضعف الطلب أو محدودية الشبكة) إلى أحمال مرنة مثل مراكز البيانات، بدل إهدارها.
كيف تُحوّل مراكز البيانات الكهرباء المهدرة إلى أرباح؟
تشتري الطاقة بسعر منخفض جداً، وتشغّل بها عمليات كثيفة الحوسبة مثل تعدين البيتكوين أو تدريب نماذج AI، ما يولّد عائداً مالياً أعظم من كلفة الكهرباء.
لماذا تتزايد كمية الطاقة المهدورة في كاليفورنيا؟
لأن نمو محطات الشمس والرياح سبق تحديث خطوط النقل؛ وعندما تتجاوز الإنتاجات المتجددة القدرة الاستيعابية تُفرض قيود (Curtailment) على التوليد.
هل يعدّ تعدين البيتكوين صديقاً للبيئة في هذا النموذج؟
نعم، لأنه يستخدم كهرباء كانت ستُهدر على أي حال، ويشجّع مطوّري الطاقة على إضافة سعة متجددة أكبر دون القلق من فترات الفائض.