أثارت شركة OpenAI، المطورة لروبوت الدردشة الشهير “شات جي بي تي”، جدلًا واسعًا خلال الأشهر الماضية بعد أن أعلنت نيتها التحول إلى شركة ربحية لجذب المزيد من الاستثمارات. لكن الضغوط والانتقادات، خاصة من الشريك المؤسس إيلون ماسك، دفعتها إلى العدول عن هذه الخطة. فماذا حدث بالضبط؟ ولماذا تراجعت OpenAI؟ وهل ما زالت الشركة تسير في الطريق الصحيح نحو تطوير الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية؟
OpenAI تتراجع عن خططها للربحية
في تطور لافت، أعلنت OpenAI أنها ستتخلى عن خطتها لتحويل الشركة الأم إلى كيان ربحي. وبدلًا من ذلك، ستُبقي السيطرة بيد مجلس إدارتها غير الربحي، مع تغيير الوضع القانوني لشركتها التابعة الربحية بحيث تصبح “شركة ذات منفعة عامة”.
ما معنى “شركة ذات منفعة عامة”؟
هو نوع من الشركات الربحية لكن بمهام اجتماعية واضحة، تضع الأهداف الأخلاقية والمجتمعية في مقدمة أولوياتها، إلى جانب الأرباح.
لماذا هذا التراجع؟
تعود القصة إلى انتقادات وجهها إيلون ماسك، الذي شارك في تأسيس OpenAI قبل أن يغادرها في 2018. ماسك اعتبر أن تحويل الشركة إلى كيان ربحي يُعد خرقًا لاتفاقيات التأسيس، ورفع دعوى قضائية ضد الشركة ومديرها التنفيذي سام ألتمان، متهمًا إياهم بتحويل الأصول الخيرية إلى ملكية خاصة.
كما ضغط ماسك لبيع أصول الكيان غير الربحي في مزاد علني، وقدم عرضًا بقيمة 97.4 مليار دولار للاستحواذ على الشركة.
كيف سيؤثر القرار على المستثمرين؟
وفقًا للتعديل الجديد، فإن المستثمرين – وعلى رأسهم مايكروسوفت – وموظفي الشركة سيحصلون على أسهم تقليدية في الشركة ذات المنفعة العامة، دون المساس بسيطرة الكيان غير الربحي.
وقد شملت آخر جولات التمويل مبالغ ضخمة، من بينها 6.6 مليار دولار في أكتوبر، وجولة أخرى بقيادة سوفت بنك بقيمة 40 مليار دولار. وكان من المتوقع أن تُمنح للمستثمرين أسهم تتناسب مع حجم استثماراتهم.
ولكن ماذا لو لم تتم العملية؟
في حال تعطل الخطة، يمكن للمستثمرين مثل سوفت بنك سحب جزء من التزامهم أو استرداد أموالهم، مما يهدد استقرار الشركة.
الجوانب القانونية لا تزال قائمة
رغم التراجع، لم تُحل جميع الإشكالات. لا تزال OpenAI تواجه تدقيقًا قانونيًا من ولايتي ديلاوير وكاليفورنيا، خاصة فيما يتعلق بشرعية تحويل الأصول الخيرية إلى مصالح خاصة. وقد أكدت المدعية العامة لولاية ديلاوير أن الهدف الأساسي يجب أن يظل هو خدمة الجمهور.
تصريحات متضاربة بين الطرفين
- سام ألتمان صرّح بأن القرار لم يكن نتيجة ضغط خارجي، بل نتيجة التزام داخلي بمهمة الشركة.
- محامي ماسك قال إن هذا القرار لا يُغير من حقيقة أن أصولًا خيرية تم تحويلها لمصلحة أفراد، ما يعني أن القضية ما زالت قائمة.
لماذا يهمنا هذا الموضوع؟
لأن OpenAI ليست شركة عادية، بل هي في طليعة مطوري الذكاء الاصطناعي، الذي سيؤثر على الاقتصاد والتعليم والصحة وكل جوانب الحياة. والسؤال هو: من يجب أن يسيطر على هذا التقدم؟ هل هي شركات خاصة تبحث عن الأرباح؟ أم كيانات تضمن استخدام هذه الأدوات لصالح الجميع؟
أسئلة شائعة حول شركة OpenAI
ما هي شركة OpenAI؟
هي شركة تقنية متخصصة في تطوير الذكاء الاصطناعي، أُسست كمختبر أبحاث غير ربحي، وابتكرت روبوت “شات جي بي تي”.
لماذا أرادت OpenAI أن تصبح ربحية؟
لجذب استثمارات بمليارات الدولارات تناسب التنافس العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي.
ما الفرق بين شركة ربحية وشركة ذات منفعة عامة؟
الشركة الربحية تركز على الأرباح أولًا، بينما الشركة ذات المنفعة العامة توازن بين الأرباح والأهداف الاجتماعية.
هل مايكروسوفت تملك OpenAI؟
لا، لكنها أحد أكبر المستثمرين فيها.
الخاتمة
قرار OpenAI بعدم التحول إلى شركة ربحية يمثل لحظة مهمة في تاريخ الذكاء الاصطناعي. ففي زمن تتسابق فيه الشركات للهيمنة على مستقبل التكنولوجيا، تأتي خطوة OpenAI كتأكيد على أن التقدم يجب أن يكون مسؤولًا.
نصيحتي: راقب كيف تتعامل الشركات التقنية مع الذكاء الاصطناعي، لأن من يملك هذه الأدوات، يملك تأثيرًا هائلًا على المستقبل.
