النقاط الرئيسية
- وثائق قضائية تكشف مشروعًا داخليًا في ميتا يحمل اسم Project Mercury.
- إيقاف استخدام فيسبوك لأسبوع أظهر تحسّنًا في مؤشرات الصحة النفسية.
- المشروع جُمّد ولم تُنشر نتائجه للعلن، ما أثار أسئلة حول شفافية الشركات التقنية.
هناك لحظات تكشف فيها الوثائق أكثر مما تكشفه البيانات الصحفية. وفي الأسابيع الأخيرة، خرجت إلى العلن ملفات قضائية غير منقّحة تتعلق بشركة Meta، تحمل بين صفحاتها ما يشبه الاعتراف الصامت: حين يتوقف بعض المستخدمين عن استخدام فيسبوك لمدة أسبوع واحد فقط، تتحسّن مؤشرات صحتهم النفسية — انخفاض في القلق، وتراجع في المقارنة الاجتماعية، وشعور أكبر بالراحة.
هذه النتيجة لم تأتِ من دراسة أكاديمية مستقلة، بل من مشروع داخلي أطلقته ميتا عام 2020 باسم Project Mercury. وهو مشروع تعاون فيه باحثو الشركة مع جهات خارجية لتحليل أثر الابتعاد المؤقت عن المنصّة. وما حدث لاحقًا هو ما أثار تساؤلات واسعة: المشروع جُمّد، ولم تُنشر نتائجه للعامة، وظهرت تفاصيله فقط من خلال دعوى قضائية رفعتها مناطق تعليمية في الولايات المتحدة ضد الشركة.
ماذا وجدت الدراسة؟
الوثائق تشير إلى أن المشاركين الذين أُبعدوا عن فيسبوك لأسبوع أبلغوا عن تغيّر واضح في حالتهم العاطفية. تراجع شعور الاكتئاب، تحسّن التركيز، وقلت حدة المقارنة الاجتماعية — تلك المشكلة الصامتة التي ترافق تصفّح المنصّات.
ورغم أن بعض التقارير ذكرت أن التجربة شملت إنستغرام أيضًا، إلا أنّ النسخة المصححة من تقرير رويترز أشارت إلى فيسبوك تحديدًا.
لماذا أُوقف المشروع؟
الأسئلة هنا أكثر من الأجوبة. تقول الدعوى إن الإدارة قلّلت من أهمية النتائج بدعوى أن “السرد الإعلامي السلبي تجاه الشركة قد يؤثر على الاستنتاجات”. بينما يرى بعض الباحثين داخل الشركة — وفق الوثائق — أن الأمر يشبه ما فعلته شركات التبغ عندما تجاهلت الأضرار الموجودة داخل أدراجها.
ما يمكن الجزم به حتى الآن هو أن المشروع لم يُستكمل، ولم تُنشر نتائجه للعلن، ولم يُكشف عنه إلا عندما أصبحت الوثائق جزءًا من ملف قضائي.
هل تواجه الصناعة اختبارًا أخلاقيًا جديدًا؟
هذا الملف يتجاوز ميتا وحدها. إنه يعيد طرح سؤال قديم يتجدد مع كل منصة رقمية جديدة:
هل يمكن للشركات التي تعتمد على وقت المستخدم وانخراطه أن تكون شفافة تمامًا بشأن التأثيرات النفسية لمنتجاتها؟
المعادلة معقّدة: نمو المنصّة من جهة، وصحة المستخدم من جهة أخرى. وبينهما فجوة تحتاج إلى شجاعة وشفافية أكبر مما تتيحه معارك السوق.
ميتالسي يتابع هذا الملف، ليس من زاوية الاتهام، بل من زاوية السؤال الإنساني:
كيف نُوازن علاقتنا اليومية بالمنصّات مع حاجتنا لسلام داخلي لا يصنعه زر الإعجاب؟
المصدر:
رويترز
