النقاط الرئيسية
- الفضة قفزت بقوة بسبب تقارير غير مؤكدة عن طلب مادي مرتفع.
- الذهب ما يزال في اتجاه صاعد لكنه يواجه تشبّعًا واضحًا.
- أسبوع اقتصادي مزدحم قد يحدد اتجاه الذهب قصير المدى.
- PCE هو الحدث الأكثر تأثيرًا على حركة الذهب عالميًا.
شهدت أسواق المعادن الثمينة خلال الساعات الماضية واحدة من أكثر الجلسات تقلبًا منذ بداية العام. فرغم أن الذهب حافظ على مسار صاعد مدعومًا بزخم عام في الملاذات الآمنة، إلا أنّ الفضة كانت اللاعب الأكثر صخبًا بعد قفزة غير معتادة دفعت كثيرين لطرح تساؤلات حول طبيعة الطلب الحقيقي في السوق.
وبين الحركة الاندفاعية للفضة، والتماسك الهادئ للذهب، يجد المستثمر نفسه أمام مشهد يستحق القراءة الدقيقة، خصوصًا مع اقتراب أسبوع اقتصادي مزدحم قد يُعيد رسم الاتجاهات قصيرة الأجل.
لماذا انفجرت الفضة بينما تباطأ الذهب؟
خلال عطلة نهاية الأسبوع انتشرت تقارير غير مؤكدة عن طلب غير اعتيادي لتسليم مادي من أحد كبار المتعاملين في آسيا. ورغم غياب أي بيان رسمي يؤكد الرواية، فإنّ رد فعل السوق كان واضحًا:
قفزة سريعة للفضة تجاوزت الـ 57 دولارًا للأوقية، وهو مستوى لم تختبره منذ سنوات طويلة.
هذا النوع من الارتفاعات عادة ما يرتبط بـ:
- طلب مفاجئ على التسليم الفعلي (Physical Delivery).
- نقص في السيولة بالأسواق الآجلة.
- تغطية مراكز بيع قصيرة (Short Squeeze).
- حساسية الفضة لأي اضطراب في سلاسل العرض.
أمّا الذهب، وبرغم قوته، فقد التزم بنمط أكثر هدوءًا. وهو أمر منطقي، لأن الذهب أصل نقدي عالمي حساس للتضخم والفيدرالي بصورة أكبر من حساسيته للمفاجآت اللحظية.
بمعنى آخر:
الفضة تقود القفزة… والذهب يتفاعل بوتيرة أبطأ.
الذهب: زخم قوي… وتشبّع لا يمكن تجاهله
حالياً يقارب سعر الأونصة في السوق الفورية 4,238.6 دولارًا، ما يضعها في نطاق مرتفع مقارنة بمعدلات متوسطة على المدى الطويل. رغم هذا الزخم، إلا أن مؤشرات فنية مثل RSI و-MACD تُشير إلى تشبّع شرائي — ما يعني أن أي تصحيح قد يعيد السعر نحو نطاقات دعم أو نقلل من قوة الارتفاع.
بعبارة أخرى:
الصعود ما زال قائمًا، لكن المسافة بين القمم الحالية وبين مناطق الشراء المثالية أصبحت ضيقة.
الأسبوع الحاسم: بيانات ثقيلة قد تغيّر المشهد
هذا الأسبوع مليء بإشارات يمكن أن تُحدث اختلافًا جذريًا في حركة الذهب:
الإثنين – مؤشر مديري المشتريات الصناعي PMI
تكشف القراءة قوة القطاع الصناعي. أي قراءة سلبية قد تدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
الثلاثاء – خطاب جيروم باول
عادةً تكون رسائل باول حاسمة.
- لهجة متشددة قد تضغط على الذهب.
- لهجة حيادية أو مائلة للتيسير قد تمنح الذهب دفعة إضافية.
الأربعاء – تقرير ADP + PMI الخدمي
وهي مؤشرات تعكس صحة سوق العمل والطلب الاستهلاكي.
الخميس – مطالبات إعانات البطالة
تُستخدم كدليل سريع لقياس ضعف أو قوة سوق العمل.
الجمعة – مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي PCE
وهو المقياس المفضل للفيدرالي لقراءة التضخم.
أي مفاجأة هبوطية تعني تلقائيًا دعمًا قويًا للذهب.
سيناريوهات محتملة لحركة الذهب
1) سيناريو الصعود (في حال ضعف البيانات)
- تراجع التضخم
- لهجة حيادية من باول
- تباطؤ في بيانات سوق العمل
في هذا السيناريو، يمكن للذهب استعادة زخمه والعودة لاختبار مستويات قريبة من قمته الأخيرة.
2) سيناريو الهبوط التصحيحي (في حال تشدد الفيدرالي)
- نبرة متشددة من باول
- بيانات وظائف قوية
- تحسن في مؤشرات PMI
هنا قد يشهد الذهب جني أرباح طبيعي يعيده إلى مناطق دعم مثل:
4,100 – 4,000 دولار قبل محاولة جديدة للصعود.
هل الذهب تابع للفضة؟
تقنيًا، يوجد ارتباط بين المعدنين بنسبة تتراوح بين 0.70 و0.80، ولكن:
- الذهب أصل نقدي عالمي.
- الفضة معدن صناعي بامتياز.
لذلك لا يمكن القول إن الذهب “تابع” للفضة، بل إن الفضة تتحرك بعنف أكبر، بينما الذهب يتحرك في اتجاه متناسق مع المؤشرات الاقتصادية الكلية، وهو ما ظهر بوضوح خلال الأيام الماضية.
