النقاط الرئيسية
- الاتحاد الأوروبي يرفض أي تغيير لحدود أوكرانيا بالقوة.
- أوروبا تشدد على ضمانات أمنية حقيقية لها ولأوكرانيا ضمن أي اتفاق سلام.
- روسيا تسلمت النسخة الجديدة من خطة السلام وتعتبر بعض بنودها “بحاجة لتحليل جاد”.
لم تكن جلسة البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ مجرد اجتماع عابر، بل كانت بمثابة رسالة سياسية مكتملة الأركان من أوروبا إلى واشنطن وموسكو في آنٍ واحد:
السلام في أوكرانيا ممكن… لكنه لن يكون على حساب أمن القارة.
تصريحات أورسولا فون دير لاين كشفت عمق القلق الأوروبي من أي اتفاق قد يُضعف أوكرانيا أو يمنح روسيا نقاطًا استراتيجية تفرض نفسها مستقبلًا. وبينما تناقش واشنطن وأوروبا النسخة الجديدة من خطة السلام، تتحرك موسكو بدقة لقياس نبرة كل طرف.
موقف أوروبا: سلام… لكن دون تنازلات خطيرة
خلال كلمتها في ستراسبورغ، أكدت فون دير لاين أن أوروبا لا تقبل بأي صيغة تُضعف أوكرانيا عسكريًا، ورفضت فكرة تحديد سقف للقوات، معتبرة أن ذلك يجعل كييف هدفًا سهلًا لأي اعتداء مستقبلي.
كما جدّدت دعم الاتحاد الأوروبي لتطلعات أوكرانيا بالانضمام إلى الاتحاد، معتبرة أن هذا المسار جزء من رؤية القارة لأمنها طويل الأمد.
ما يعنيه ذلك؟
- أوروبا تريد وقف الحرب، لكن ليس بأي ثمن.
- أي اتفاق سلام يجب أن يحفظ القوة الدفاعية لأوكرانيا.
- القارة لا تريد تكرار سيناريو “ما قبل 2022”.
ماذا تقول روسيا؟
يوري أوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي، كشف أن موسكو تسلمت النسخة الأحدث من الخطة الأميركية، لكنها تتطلب “تحليلًا جادًا”.
كما أشار إلى اجتماعاتٍ «غير متوقعة» جرت في أبوظبي بين وفود أميركية وروسية وأوكرانية، وتضمّنت مناقشات حساسة تشمل ملف الأسرى.
لافروف صرّح أيضًا بأن أي تجاهل للتفاهمات السابقة، ومن بينها ما تمّ بحثه خلال قمة ألاسكا، سيجعل موسكو تتخذ موقفًا أكثر تشددًا.
قراءة أولية للموقف الروسي:
- روسيا لا تريد سلامًا ينتزع منها مكاسبها الميدانية.
- ترفض أي خطة لا تُلبي مطالبها التاريخية: القرم، دونباس، الناتو.
- لكنها لا تزال مستعدة للنقاش… طالما أن النص يسمح بتعديلاته.
أوكرانيا بين ضغط الحلفاء وحساباتها الداخلية
زيلينسكي أعلن أن النسخة المنقحة تتضمن “تعديلات جيدة”، لكنه ترك القضايا الحساسة لنقاش مباشر مع واشنطن.
هذا يعكس:
- وجود ضغط أميركي وأوروبي لدفع كييف نحو تسوية.
- محاولة أوكرانية لكسب أكبر قدر من المكاسب قبل التوقيع أو القبول النهائي.
ملامح خطة السلام (كما تسربت سابقًا)
رغم السرية المحيطة بالمفاوضات، فإن النسخة الأولى تضمنت:
- تخلي كييف عن القرم ودونباس.
- مناطق منزوعة السلاح في الجنوب.
- وقف مسار الانضمام إلى الناتو.
- تقليص الجيش الأوكراني.
- إجراء انتخابات خلال 100 يوم من وقف إطلاق النار.
النسخة الحالية يُعتقد أنها عدّلت هذه البنود، لكن الاتحاد الأوروبي يرفض المساس بالقوة الدفاعية لأوكرانيا.
الخلاصة
الاتحاد الأوروبي بدأ يعيد صياغة قواعد اللعبة. لم يعد الأمر مجرد دعم لكييف، بل تحديد شكل الأمن الأوروبي لعقود قادمة.
واشنطن تريد اتفاقًا ينهي النزاع.
موسكو تريد ضمانات تُترجم مكاسبها.
وأوروبا تريد سلامًا يمنع حربًا جديدة.
وبين هذه الأطراف الثلاثة… تتحرك كييف في مساحة ضيقة، لكنها تحاول الاستفادة من كل ورقة ممكنة.
المصدر:
- وكالة “تاس” الروسية
- وكالة “رويترز”
- العربية/الحدث
